كنت سبب في موت أختي .
في إحدى صباحات يوم ثلاثاء مشؤومة كهذا [أصبح هذا اليوم مشؤوم وسيء بالنسبة لي بسبب الشيء اللذي سأسرده الآن] وفي مثل هذا الوقت كنت أنا وأختي بعد أن صلينا الفجر قمنا وتحممنا وتجهزنا لأجل نطلع لدوامي إللي أتفقت أنا وياها وكم شخص قبلها بأسبوع تقريبًا أن نجتمع فيه بمقر عملي أنا أنتهيت قبلها وكنت أستعجلها لأجل تخلص وقلت لها تكمل باقي تجهيزاتها بدوامي ركبت معي قلت لها شغلي سورة البقرة وتوكلنا على الله الحي اللذي لا يموت وأستودعنا الله أنفسنا وحركنا لطريقنا ومكان دوامي يبعد قرابة النصف ساعة أنا شخص يتضايق من أي شيء يكون على وجهه حتى لو كان شيء لا يذكر وقتها كنت لابس نظارة طبية وماتعودت عليها لأنه قبلها بأيام رحت فحصت وطلع عندي مشكلة بنظري قلت لها تشيلها عني شوي وتحطها بالدرج ألبسها إذا قربنا أو نزلنا لأنها ضايقتني نزلتها وكنت ماشي تمام وكنا نسولف وعادي مرت عشر دقايق إلا قاموا أهالينا يدقون على تلفوناتنا بكثرة والشيء هذا أقلقني وأنا عادتي من أسوق ماأطيق الإزعاج هذا قلت لها ترد وتقول لحد يدق لين نوصل وكملنا نسولف ونضحك وهي تصور ومبسوطة ومتوترة شوي بس هديتها ومشى الوضع عادي وكان باقي على وصولنا تقريبًا أقل من خمس دقايق وكنت ماسك المسار الأيسر فجأة غبشت عيوني صرت أشوف وكأن في شيء غريب على الطريق وفجأة أسمع أختي تصرخ بصوت عالي وألاقيني بالغلط لفيت يمين ويدها كانت على يدي فوق الطارة وكأنها شافت إللي شفته كذلك وشفت بالمسار الأيمن شخص كنت راح أصدم سيارته ومن التوتر وصراخ أختي والشيء الغريب إللي شفته بسرعة رجعت للمسار الأيسر وياليتني لم أفعل ياليتني لم أفعل ياليتني لم أفعل حصل اللذي كنت أخشاه نعم صار علينا حادث ست قلبات تقريبًا كما يُقال فتحت عيوني لقيتني مرمي ورا السايق أسفل المقعد الخلفي أخذت لحظة لأجل أستوعب إللي صار كان تفكيري مشوش ولكن أوضح ماتبادر لذهني حينها وين أختي ؟ قمت أدور على أختي داخل السيارة لعلي أجدها لاحظت أن زجاج الراكب الأمامي متكسر وطلعت من خلاله وشاهدت أرعب وأتعس وأشد مشهد فطر قلبي وأفقدني عقلي وأعصابي مشهد أتمنى من كل قلبي أن لا يحدث لأحد أبدًا أختي مرمية بالشارع تموت أمام عيناي الدم يملئ الشارع حرفيًا الشارع بأكمله دم طلعت من الزجاج الأمامي وأنا لا أعلم ماذا أفعل كنت كالمجنون بالشارع أتصل أحد ما بالإسعاف ورجل ما كان يتابع نبضها ويقول " والله فيه نبض " أتى الإسعاف بعد أربعين دقيقة من الحادث وللأسف لفظت أنفاسها الأخيرة لحظة وصولها للمستشفى ولم يستطع أحد مساعدتها من وقتها لم أعد كما كنت أبدًا أصبحت فعلًا كالمجنون وأي شيء تافه يغضبني وغضبي كله من نفسي ولا زلت ألوم نفسي على ماحدث لماذا لم ألبس النظارة؟ لماذا لم أتوقف عندما تكرر الإتصال؟ لماذا أخذتها معي؟ لماذا هي اللتي ماتت وليس أنا؟ لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟… لكن لا شيء سيعيدها
رحمة الله على من كانت نورًا لحياتي وبهجةً لروحي رحمة الله على من كانت نور هذا البيت رحمة الله على أختي حبيبتي الله يجمعني بها في جناته .